الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية فقهاء: التكفير طريق الى الفتنة وإراقة الدماء

نشر في  08 جانفي 2014  (11:24)

أثارت تصريحات القيادي الحبيب اللوز الأخيرة ردود فعل كثيرة واعتبرها البعض تهديدا وتكفيرا صريحا للنائب المنجي الرحوي الذي أعلن تحت قبّة المجلس الوطني التأسيسي انّه مسلم وكذلك والديه وأولاده  وقد عبّر البعض عن رفضهم لهذا الإعلان الذي رأوا فيه اذعانا وتنازلا لا مبرّر له. وطافت على السّطح بموجب هذا الخلاف مرّة أخرى قضية التكفير والتحريض على القتل والتي تعرّض لها العديد من السياسيين والمفكّرين في تونس وبرّر الحبيب اللوز  موقفه وهو المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل وأيضا بالعبارة الشهيرة «اضربوا الإعلام اضربوا الإعلام بيد من حديد». وقد ارتأينا متابعة للقضيّة الاتصال بعدد من الشيوخ كي يتحدثوا عن مفهوم التكفير وموقفهم من تصريحات النائب الحبيب اللوز. لطفي الشندرلي: «ماصدر عن الحبيب اللوز يتعارض مع سماحة الإسلام» في البداية كان لنا لقاء مع الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي الذي أفادنا ان الإسلام هو دين الوسطيّة والاعتدال والأخلاق بمفهومها الشمولي واعتبر انّ ما صدر عن الحبيب اللوز يتعارض مع سماحة الإسلام مستشهدا بحديث للحبيب المصطفى يقول فيه:«كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»، وبذلك خلص بالقول الى انه لا يحق لأي كان ان يكفّر مسلما او يخرجه من الملّة المحمدية حسب هواه، فالدين أصول وقواعد وضوابط لا يعلمها الاّ الرّاسخون في العلم، وتساءل الشندرلي قائلا:«بأي حقّ يقول هذاالرّجل للطرف الآخر الذي هو المنجي الرحوي إنّه عدو للإسلام؟ ألا يعلم انّ هذا الكلام ليس من الدّين في شيء؟ وألا يعلم ان الحبيب المصطفى يقول «من قال لا اله الا الله ايمانا واحتسابا دخل الجنة»؟ وأضاف قائلا:«أسأل الحبيب اللوز.. أعندك مفاتيح الإيمان والكفر ام صكوك الرحمة والغفران؟ واعتبر انّ ما أتاه الحبيب اللوز خطأ لا يغتفر، وانه لا مجال اليوم أن يتكلّم باسم الدين هؤلاء الذين تبيّن انهم ابعد من ان يكونوا فقهاء في الدين.. وتوجه الشندرلي الى الشعب التونسي بالقول: «لا تسمعوا هذا الكلام فهو باطل ومردود على أهله سواء كان تلميحا أو تصريحا أو بسوء نيّة واذكّر جميع الذين يستمعون الى مثل هذه التصريحات بقوله تعالى: «ومن يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنّم  خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعدّت له جهنّم وساءت مصيرا». الشيخ الباجي: «القضاء وحده له امكانية التكفير» اعتبر الشيخ الباجي انّ ظاهرة التكفير عرف بها التيار الوهابي الذي له باع وذراع في هذه المسألة.. ما عدا ذلك يقول الشيخ الباجي انّ الإسلام اعتبر تكفير المسلم من الكبائر لقوله ے «من كفّر مسلما فقد كفر» وبالتالي فانّ الإسلام لم يحرّم ان تعتقد بكفر الكافر من غير المسلمين لكنّه حرّم تكفير المسلم، واشار الباجي الى ان إضافة بند للفصل السادس من الدستور القادم يقضي بتحجير التكفير اكبر دليل على انّ الشعب التونسي يرفض رفضا قاطعا ان ينعتوا بغير الإسلام دينا وهذا برهان على اعتزازهم بإسلامهم وايمانهم، واشار الى انّ هذه الإضافة تأكيد مرة اخرى على أنّ  الفصل الأوّل من الدستور ينصّ على انّ تونس دولة دينها الاسلام. وحول مسألة من يستطيع التكفير اجابنا الشيخ الباجي أنّ المؤسسة القضائيّة ـ وحدها ـ وعبر حكم قضائي حصري وليس من هبّ ودبّ بل انه لا يجوز فتح هذا الباب لعامة  الناس لأنه سيؤدي الى الفرقة والدماء لا قدر الله. رضا الجوّادي (رئيس جمعية الخطابة وأئمّة المساجد): يرفض مدّنا برأيه لأنّه لا يثق في الإعلام في إطار عملنا الصّحفي اتصلنا بالشيخ رضا الجوّادي رئيس جمعية  الخطابة والمساجد حتى يبيّن وجهة نظره حول مسألة التكفير في الإسلام وقد رفض مدّنا بتصريحه عبر الهاتف واقترحنا عليه أن يرسل لنا ذلك عبر البريد الالكتروني حيث سلّمته العنوان وانتظرنا حسب الموعد المتفق لكنه لم يرسل شيئا فأعدنا الاتصال به مرّات كثيرة دون ان يردّ على مكالماتنا. ولنفاجأ بعد ذلك بـ«آس آم آس» كتب فيه: «اعتذر للأسف توجد أزمة ثقة بين الأئمّة والإعلام والمشكلة ليست شخصيّة.. والسلام». طبعا سيدي المشكلة ليست شخصية «فلا حرثة ولا ورثة بيننا» فقط أذكّرك شيخنا أنّني لم أعرفك الاّ عبر وسائل  الإعلام التي يبدو انّك بتّ لا تثق فيها، أرجو ان تراجع هذا الموقف لأنّ صفتك كرئيس جمعية تفرض عليك ان تتواصل مع وسائل الإعلام وأنت الخطيب التي تقدّم رسالة دينيّة وتوعويّة كلّ أسبوع.

عبد اللطيف العبيدي